{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23] .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشحّ مطاع، وإعجاب المرء بنفسه" 1. ولذلك كان يستعيذ بالله تعالى من منكرات الأهواء، فيقول: $"اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء"2.
قال ابن تيمية رحمه الله: "وأضلّ الضلال: اتباع الظن والهوى، كما قال تعالى في حق من ذمّهم: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: 23] .
وقال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 1-4] . فنزّهه عن الضلال والغواية اللذين هما الجهل والظلم، فالضالّ هو الذي لا يعلم الحق، والغاوي الذي يتبع هواه. وأخبر أنه ما ينطق عن هوى النفس، بل هو وحي أوحاه الله إليه، فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى"3.