فهذه هي الأسباب الموجبة للإمالة ما لم يمنع من ذلك الحروف المستعلية1، أو الراء غير المكسورة.
من الواضح أن هذه الأسباب لا تخرج عن الثلاثة التي ذكرها مكي، وأن ابن السراج نقل هذه الأصول عن كتاب سيبويه2، وقد صرح ابن الباذش أن أباه أخبره بذلك، كما أخبره أن سيبويه زاد ثلاثة أسباب شاذة:
وهي إمالة الألف المشبهة بالألف المنقلبة، وذلك مثل هاء التأنيث في الوقف.
والإمالة للفرق بين الاسم والحرف مثل الحروف في فواتح السور.
والإمالة لكثرة الاستعمال3، كما أميل "الحجاج" إذا كان علمًا لكثرته في الكلام.
بعض وجوه الاختلاف والاتفاق بين النحاة والقراء:
نتيجة لما عرفناه من أن منهج القراء والقراءات السند المتواتر والاتباع وجدنا ما أشرت إليه آنفًا من وجوه اختلاف واتفاق بين النحاة والقراء، وكلها في دائرة أسباب الإمالة سواء القياسية منها والشاذة.
1- ما وقع فيه حرف استعلاء متقدمًا على الألف، أو متأخرًا عنها