يظنون أنهم وضعوا قواعد الإعراب أو أطرافًا منها وهم إنما رسموا في دقة نقط الإعراب إلا قواعده، كما رسموا نقط الحروف المعجمة1.
8- وظلت الجهود في الحفاظ على القرآن الكريم قائمة على قدم وساق؛ ولأجل هذا الهدف الأسمى، وضع ما وضع من قواعد اللغة العربية نحوًا وصرفًا، وبلاغة، وفقه لغة، وتدوين شعر ونحو هذا، كما اتجه العلماء للتدوين في القراءات، وضبطها نظرًا لكثرتها وتعددها؛ إذ وضع أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى 224هـ كتاب القراءات، جمع فيه قراءة خمسة وعشرين قارئًا، ومما يدل على قيمة هذا العمل قول ابن الجزري: لما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق، وقل الضبط، وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان في هذا العصر تصدى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات2.
وزاد الأمر دقة وتحديدًا هذا الصنيع العظيم الذي صنعه ابن مجاهد بعد ذلك عندما تخير السبعة القراء، الذين ارتضيت إمامتهم في الأمصار الإسلامية ومن بعده عرف اسم السبعة.
يقول الدكتور شوقي ضيف: والحق أن ابن مجاهد -نضر الله وجهه- أدى للأمة عملًا باهرًا باختيار هؤلاء السبعة؟ إذ كانت قد أدت كثرة الروايات في القراءات إلى ضرب من الاضطراب عند طائفة من القراء غير المتقنين3.
وكل جهد بذل ويبذل من أجل كتاب الله تعالى هو في حقيقته توفير للحفظ الذي وعد به رب العالمين، ووعده الحق.