يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة الذي أشرنا إليه عند الكلام على الوحي وصوره في البحث السابق. غير أنه قد روى الشيخان عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: (سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل قبل؟
فقال: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فقلت: أو (اقرأ باسم ربك الذي خلق). فقال أحدثكم ما حدّثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني جاورت بحراء، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي (?)، فإذا هو جبريل، فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ ... »).
ولكن هذه الرواية تشير في الواقع إلى أول ما نزل من القرآن بعد فترة الوحي، بدليل ما رواه الشيخان أيضا من حديث جابر نفسه: «فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني