ويلاحظ من التدبر والنظر فى ظاهرة الوحى أنّ لها الخصائص التالية:

الأولى: أنها قوة خارجية، ليست ذاتية فى نفس النبى الذى يوحى إليه.

الثانية: أنها قوة خيّرة معصومة، مهمتها الإرشاد إلى الخير، ومعصومة من الخلل والزلل فى توجيه الأوامر والنواهى، والسلوكيات العامة والخاصة.

الثالثة: أنها قوة عالمة، تمد النبىّ بعلم مكنون لم يكن له به معرفة سابقة.

الرابعة: أنها حالة اختيارية.

الخامسة: أنها أمر عارض غير عادى (?).

ولما كنّا قد استخلصنا من تعريف الوحى بالمعنى الشرعى الخاص، والمقيد بالإطلاق اللغوى بمفهومه العام قيودا، وضوابط هى:

(1) الموحى: وهو الله تعالى شأنه.

(2) الموحى به: وهو الكلام المنزل.

(3) المرسل بالوحى: وهو الملك.

(4) المستقبل للوحى: وهو الرسول المختار.

لذلك فإن كلمة «الوحى» قد تطلق على أغلب هذه الضوابط.

فقد يسمى الملك المرسل، وحيا.

وقد يسمى الكلام الموحى به- القرآن، والحديث النبوى، والحديث القدسى- وحيا.

* ويلاحظ- كذلك- أن الوحى كان ينزل بأوامر الله تعالى، ونواهيه، كما ينزل بالأخبار وقصص الأولين، كما ينزل فاصلا لمنازعات وقتية، ومشاحنات عارضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015