بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة)
هذه المقدمة تضمنت عدة مسائل وهي:
أ-أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته: والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
1-قوله تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (?) .
2-أن ذلك مقتضى حكمته سبحانه وتعالى، فمحال أن يخلق هذا الخلق ويزوده بالروح والعقل عبثاً دون عمل ودون بعث وحساب على ذلك العمل، قال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقنانكم عبثاً....} (?) .
فذلك بمقتضى عدله، قال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ساء ما يحكمون * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نفس بما كسبت وهم لا يظلمون} (?) ، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا من النار * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} .