شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالُوا: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ - ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ. قَالَ: وَلَيْسَ مِنَ الإنسان شيء إلا يبلى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ (?) الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يركب الخلق يوم القيامة) رواه مسلم، ورواه البخاري بمعناه دون قوله: (ثم ينزل الله من السماء ماء) .

ب-أصناف منكري البعث:

1-صنف أنكروا المبدأ والمعاد والخالق، وإنما هي أرحام تدفع وقبور تَبْلَعُ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ جُمْهُورُ الْفَلَاسِفَةِ الدَّهْرِيَّةِ وَالْطَبَائِعِيَّةِ.

2-والصنف الثاني وهم من الدهرية، منكرون للخالق أبضاً وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ فِي كُلِّ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيَّ مَا كَانَ عليه وأن ذلك قد تكرر مرات لا يتناهى، وهاتان الطائفتان يعمهم قوله تَعَالَى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} (?) ، ولهذا فعن السلف فيها تفسيران: الأول: أن يَمُوتُ الْآبَاءُ وَيَحْيَى الْأَبْنَاءُ هَكَذَا أَبَدًا، وَهُوَ قول الطائفة الأولى، والثاني: أَنَّهُمْ عَنَوْا كَوْنَهُمْ يَمُوتُونَ وَيُحْيَوْنَ هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيَتَكَرَّرُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَبَدًا وَلَا حِسَابَ وَلَا موجد ولا معدم، وهذا قول الدورية.

3-والصنف الثَّالِثُ الدَّهْرِيَّةُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ وَهُمْ مُقِرُّونَ بِالْبُدَاءَةِ وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَبُّهُمْ وخالقهم {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015