على الخروج من الدنيا ولا تعد النومة بَعْدَ الْفِتْنَةِ فِي الْقَبْرِ مَوْتَةً مُسْتَقِلَّةً (?) ،

لِأَنَّ البرزخ (?) تابع للموتة الثَّانِيَةِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ دَارِ الدُّنْيَا وَلَا دَارِ الْآخِرَةِ بَلْ هُوَ حَاجِزٌ بَيْنَهُمَا، وَالتَّفْسِيرُ الأول مَحْمُولٍ عَلَى مَوْتَتَيْنِ بَعْدَ الْوُجُودِ خَلَا حَالَةِ العدم المحض قبل إيجادهم.

2-الآية الثانية: {وما أنت بمسمع من في القبور} :

فاستدلوا بذلك على نفي أن يكون الميت في قبره يسأل أو يعذب لأن الله نفى في الآية سمعه فطردوا ذلك فيما وراء السمع من أي تأثر بأي شيء، والرد بأحد أمرين حسب ما تُفَسَّرُ به الآية.

-فإذا فسرناها بنفي السماع مطلقاً قلنا إنما نفى الله قدرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على إسماعهم ولم ينف قدرته سبحانه على إسماعهم كما أسمع أهل القليب يوم بدر خطاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لهم: (هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا؟) (?) فكذا هو قادر على إسماعهم وإشعارهم بسؤال القبر وعذابه وغير ذلك. ولما تعجب الصحابة من خطابه - صلى الله عليه وسلم - لأولئك الأموات في القليب قال لهم: (مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ (?) لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015