العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْميِّ، وهو على دينِ كفارِ قريش، فأَمِناهُ، فدَفَعا إليهِ راحِلَتَيْهِما، وواعَداهُ غارَ ثَوْرٍ بعدَ ثلاثِ ليالٍ براحِلَتَيْهِما صُبْحَ ثلاثٍ، وانْطَلَقَ معهُما عامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ [يُعْقِبَانِهِ]، والدَّليلُ، فأَخذَ بهِم طريقَ السواحِلِ [حتى قَدِما المدينَةَ، فقُتِلَ عامرُ بنُ فُهَيْرةَ يومَ بئرِ مَعُونَةَ].
[(تُرِيحُونَ): بالعَشِيِّ. (تَسْرَحُونَ): بالغَداةِ 4/ 190] (?).
1659 - عن سُراقَةَ بنِ جُعْشُمٍ قالَ: جاءَنا رسولُ كُفَّارِ قريشٍ؛ يَجْعَلونَ في رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكرٍ دِيَةً؛ كُلِّ واحدٍ منهُما (?)؛ مَن قتلَهُ أو أسَرةُ، فبَيْنَما أنا جالسٌ في مَجْلِسٍ مِن مجالِسِ قومي بَني مُدْلجٍ؛ أقبلَ رجُلٌ منهُم، حتّى قامَ علينا ونحنُ جلوسٌ، فقالَ: يا سُراقةُ! إنِّي قد رأَيْتُ آنفاً أسودةً بالسَّاحِلِ، أُراها محمَّداً وأصْحابَهُ. قالَ سُراقَةُ: فعَرَفْتُ أنَّهم هُم، فقُلتُ لهُ: إنَّهُم ليسوا بهِمْ، ولكنَّكَ رأَيْتَ فُلاناً وفلاناً انطلَقوا بأَعْيُنِنا يَبْتَغونَ ضالَّةً لهُم، ثمَّ لَبِثْتُ في المجلسِ ساعةً، ثمَّ قمتُ فدَخَلْتُ، فأمَرْتُ جارِيتي أنْ تَخْرُجَ بفَرَسي -وهيَ مِن وراءِ أكَمَةٍ- فتَحْبِسَها عليَّ، وأخَذْتُ رُمْحي فخَرَجْتُ به مِن ظهرِ البيتِ، فحَطَطْتُ بزُجِّهِ الأرضَ، وخَفَضْتُ عالِيَهُ (?) حتَّى أتَيْت فرَسي فركِبْتُها، فرفَعْتُها تُقَرِّب بي، حتَّى دنَوْتُ