وخاف من الله خوفا عظيما، فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج: 52] الآيات (?) (?) .
ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم، عادوا إلى شر مما كانوا عليه، وازدادوا شدة على من أسلم.
الهجرة الثانية إلى الحبشة فلما قرب مهاجرة الحبشة من مكة، وبلغهم أمرهم، توقفوا عن الدخول. ثم دخل كل رجل في جوار رجل من قريش. ثم اشتد عليهم البلاء والعذاب من قريش وسطت بهم عشائرهم، وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره. فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى الحبشة مرة ثانية. فخرجوا.
وكان عدة من خرج في المرة الثانية: ثلاثة وثمانين رجلا - إن كان فيهم عمار بن ياسر - ومن النساء تسع عشر امرأة.
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا، ومن النساء ثمان. ومات منهم رجلان بمكة. وحبس سبعة. وشهد بدرًا منهم أربعة وعشرون رجلا.