وقام بعده أخوه هارون المسمى بالرشيد فبقي أكثر من عشرين سنة ثم مات.
وقام بعده ابنه المسمى بالأمين - وأمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور - وبقي نحو ثلاث سنين. ثم قتله عسكر أخيه المأمون.
وقام بعده المأمون. وهو الذي جر على المسلمين كثيرا من الفتن في العقائد. فترجم كتب اليونان في الفلسفة. وأظهر القول بخلق القرآن وألزم الناس القول به، وامتحن الإمام أحمد وغيره من الأئمة رحمهم الله في ذلك.
بدء تأليف الكتب في أيام عمر بن عبد العزيز: كتب إلى أبي بكر بن حزم بالمدينة: " انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء ".
وفي أيام المنصور شرع العلماء في تصنيف كتب التفسير والحديث. فصنف ابن جريج بمكة ومالك بن أنس بالمدينة وأبو عمرو الأوزاعي بالشام وحماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة. ومعمر بن المثنى باليمن.
وصنف محمد بن إسحاق المغازي. وصنف أبو حنيفة النعمان بن ثابت الرأي.
وقبل هذا: كان الأئمة يتكلمون من حفظهم ويرون العلم صحفا غير مرتبة. والله سبحانه وتعالى أعلم.