وفي خلافته ظهر الجعد بن درهم أول من قال بخلق القرآن. وأظهره في دمشق. فطلبه بنو أمية. فهرب منهم إلى الكوفة. فلما أظهر قوله هناك أخذه خالد بن عبد الله القسري. قتله يوم عيد الأضحى من سنة أربع وعشرين ومائة. خطب الناس، فقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم. فإني مضح بالجعد بن درهم. إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا. ولم يكلم موسى تكليما. تعالى الله عما قال الجعد علوا كبيرا.
ثم نزل فذبحه في أصل المنبر.
وتوفي هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين ومائة.
ثم تولى بعده ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك. فبقي سنة أو أقل أو أكثر. ثم قتل سنة ست وعشرين ومائة.
ثم تولى بعده ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك. فبقي خمسة أشهر وتوفي في ذي القعدة - أو في أول ذي الحجة - من سنة ست وعشرين ومائة.
وبعده انقضت الخلافة التامة. ولم تجتمع الأمة بعده على إمام واحد إلى اليوم، وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لا يزال أمر هذه الأمة عزيزا ينصرون على من ناوأهم إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش» .
وفي لفظ لمسلم: «إن هذا الأمر لا ينقص حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة» .
وعند البزار: «لا يزال أمر أمتي قائما، حتى يمضي اثنا عشرة خليفة» .