وأن علي بن أبي طالب وأصحابه أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه. وأن الفريقين كلهم لم يخرجوا من الإيمان.
وأن الذين خرجوا من الإيمان إنما هم أهل النهروان.
وأن ما فعل الحسن بن علي رضي الله عنهما: أحب إلى الله مما فعل أبوه علي لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمدحه على ترك واجب أو مستحب.
وأجمع أهل السنة على السكوت عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم. ولا يقال فيهم إلا الحسنى. فمن تكلم في معاوية أو غيره من الصحابة فقد خرج عن الإجماع. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وكان هذا العام يسمى عام الجماعة لاجتماع المسلمين فيه على إمام واحد بعد الفرقة. وهو عام إحدى وأربعين في ربيع الأول. فاجتمعوا على معاوية رضي الله عنه ودعي من يومئذ أمير المؤمنين. ورجع الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى المدينة.
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين فيها مات عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر، وهو واليها.
ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين فيها مات عبد الله بن سلام رضي الله عنه.
ثم دخلت سنة أربع وأربعين فماتت فيها أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنهما.
ثم دخلت سنة خمس وأربعين