أهلك القوم محكم بن طفيل ... ورجال ليسوا لنا برجال
بز أمرهم مسيلمة اليو ... م فلن يرجعوه أخرى الليالي
قلت للنفس إذ تعاظمها الص ... بر وساءت مقالة الأنذال
ربما تجزع النفوس من الأم ... ر له فرجة كحل العقال
إن تكن منيتي على فطرة الل ... هـ حنيفا فإنني لا أبالي
فبلغ ذلك مسيلمة ومحكم وأشرافهم فطلبوه ففاتهم. ولحق بخالد. فأخبره بحالهم. ودله على عوراتهم.
وعظمت فتنة بني حنيفة بكذابهم. إذ كانوا يدعو لمريضهم ويبرك على مولودهم. ولا ينهاهم عن الاغترار به ما يريهم الله ما يحل به من الخيبة والخسران.
جاءه رجل بمولود فمسح رأسه. فقرع. وقرع كل مولود له.
وجاءه آخر فقال إني ذو مال. وليس لي مولود يبلغ سنتين حتى يموت إلا هذا المولود وهو ابن عشر سنين. ولي مولود ولد أمس. فأحب أن تبارك فيه وتدعو أن يطيل الله عمره. قال سأطلب لك. فرجع الرجل إلى منزله مسرورا. فوجد الأكبر قد تردى في بئر ووجد الأصغر في نزع الموت. فلم يمس ذلك اليوم حتى ماتا جميعا. وتقول أمهما: لا والله ما لأبي ثمامة عند إلهه منزلة محمد.
وحفرت بنو حنيفة بئرا فاستعذبوها، فأتوا مسيلمة. وطلبوا أن يبارك فيها، فبصق فيها فعادت ملحا أجاجا.
وكان الصديق رضي الله عنه قد عهد إلى خالد - إذا فرغ من أسد