وفي مرجعه -صلى اللَّه عليه وسلم - أنزل اللَّه سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا - لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2]- الآية فقال عمر أو فتح هو يا رسول اللَّه؟ قال نعم. قال الصحابة هذا لك يا رسول اللَّه فما لنا؟ فأنزل اللَّه {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]- الآيتين إلى قوله - {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5] (?) .
ولما رجع إلى المدينة جاءه أبو بصير - رجل من قريش - مسلما، فأرسلوا في طلبه رجلين وقالوا: العهد الذي بيننا وبينك. فدفعه إلى الرجلين. فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة. فنزلوا يأكلون من تمر لهم.
فقال أبو بصير لأحدهما: إني أرى سيفك هذا جيدا. فقال أجل. واللَّه إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أرني أنظر إليه. فأمكنه منه. فضربه حتى برد. وفر الآخر. حتى بلغ المدينة. فدخل المسجد. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - «لقد رأى هذا ذعرا» فلما انتهى إليه قال قتل واللَّه صاحبي، وإني لمقتول.
فجاء أبو بصير، فقال يا نبي اللَّه قد أوفى اللَّه ذمتك، قد رددتني إليهم فأنجاني اللَّه منهم. فقال -صلى اللَّه عليه وسلم - «ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد» .
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم. فخرج حتى أتى سيف البحر. وتفلت منهم أبو جندل. فلحق بأبي بصير. فلا يخرج من قريش رجل - قد أسلم - إلا لحق به.
حتى اجتمعت منهم عصابة. فواللَّه ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقاتلوهم