وكان عمر أخذ بيد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - للبيعة وهو تحت الشجرة فبايعه المسلمون كلهم. لم يتخلف إلا الجد بن قيس.
وكان معقل بن يسار آخذا بغصنها يرفعه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. وكان أول من بايعه أبو سنان وهب بن محصن الأسدي وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات في أول الناس ووسطهم وآخرهم.
فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء في نفر خزاعة - وكانوا عيبة نصح لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من أهل تهامة - فقال إني تركت ابن لؤي وعامر بن لؤي: قد نزلوا أعداد مياه الحديبية، معهم العوذ المطافيل. وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال إنا لم نجئ لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين. وإن قريشا نهكتهم الحرب وأضرت بهم. فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس. فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن اللَّه أمره.
قال بديل سأبلغهم ما تقول. فانطلق حتى أتى قريشا، فقال إني قد جئتكم من عند هذا الرجل وسمعته يقول قولا. فإن شئتم عرضته عليكم.
فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء. وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا.
فقال عروة بن مسعود إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته. فقالوا: ائته. فأتاه. فجعل يكلمه. فقال له نحوا من قوله لبديل.