فإن أبي , ووالدتي , وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء.
فأنزل اللَّه تعالى في هذه القصة أول سورة النور من قوله {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] (?) إلى آخر القصة.
غزوة الأحزاب وفي هذه السنة - وهي سنة خمس - كانت وقعة الخندق في شوال. وسببها: أن اليهود لما رأوا انتصار المشركين يوم أحد، خرج أشرافهم - كسلام بن أبي الحقيق - وغيره إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - ووعدهم من أنفسهم النصر لهم. فأجابتهم قريش. ثم خرجوا إلى غطفان: فاستجابوا لهم ثم طافوا في قبائل العرب يدعونهم إلى ذلك فاستجاب لهم من استجاب.
فخرجت قريش - وقائدهم أبو سفيان - في أربعة آلاف. ووافقهم بنو سليم بمر الظهران، وبنو أسد، وفزارة وأشجع وغيرهم. وكان من وافى الخندق من المشركين عشرة آلاف.
فلما سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بمسيرهم إليه استشار أصحابه. فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق يحول بين العدو وبين المدينة. فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. فبادر إليه المسلمون. وعمل فيه بنفسه. وكان في حفره من آيات نبوته ما قد تواتر الخبر به.
وخرج -صلى اللَّه عليه وسلم - عليهم وهم يحفرون في غداة باردة. فلما رأى ما بهم من الشدة والجوع. قال: