وأنزل اللَّه عليهم النعاس في بدر وفي أحد والنعاس في الحرب من اللَّه. وفي الصلاة ومجالس الذكر من الشيطان.
وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. ففي الصحيحين عن سعد قال «رأيت رسول اللَّه يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عليهما ثياب بيض. كأشد القتال وما رأيتهما قبل ولا بعد» .
ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار - وهو يتشحط في دمه - فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قتل؟ فقال الأنصاري إن كان قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم فنزل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]- الآية (?) .
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر اللَّه عز وجل به المؤمنين. وأظهر به المنافقين. وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة. فكان مما نزل من القرآن في يوم أحد إحدى وستون آية من آل عمران أولها {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: 121]- الآيات (?) .
ولما انصرفت قريش تلاوموا فيما بينهم. وقالوا: لم تصنعوا شيئا، أصبتم شوكتهم ثم تركتموهم وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم. فارجعوا حتى نستأصل بقيتهم.
فبلغ ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. فنادى في الناس بالمسير إليهم وقال لا