السلام وأنه جعل إبراهيم إماما للناس وأنه لا يرغب عن ملته إلا من سفه نفسه.
ثم أمر عباده أن يأتموا به وأن يؤمنوا بما أنزل إلى رسوله محمد -صلى اللَّه عليه وسلم - وما أنزل إليهم وإلى سائر النبيين.
وأخبر أن اللَّه - الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم - هو الذي هداهم إلى هذه القبلة التي هي أوسط القبل وهم أوسط الأمم كما اختار لهم أفضل الرسل وأفضل الكتب.
وأخبر أنه فعل ذلك لئلا يكون للناس عليهم حجة إلا الظالمين فإنهم يحتجون عليهم بتلك الحجج الباطلة الواهنة. التي لا ينبغي أن تعارض الرسل بأمثالها وليتم نعمته عليه ويهديهم.
ثم ذكر نعمته عليهم بإرسال الرسول الخاتم وإنزال الكتاب. وأمرهم بذكره وشكره ورغبهم في ذلك بأنه يذكر من ذكره ويشكر من شكره.
وأمرهم بما لا يتم ذلك إلا به وهو الاستعانة بالصبر والصلاة. وأخبرهم أنه مع الصابرين.