وفيها: نزل أهل الصفة المسجد. وكانت مكانا في المسجد ينزل فيه فقراء المهاجرين الذي لا أهل لهم ولا مال. وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يفرقهم في أصحابه إذا جاء الليل ويتعشى طائفة منهم معه حتى جاء اللَّه بالغنى.
وهذه السنة الرابعة عشرة من النبوة هي الأولى من الهجرة كما تقدم. ومنها أرخ التاريخ.
وتوفي فيها من الأعيان أسعد بن زرارة قبل أن يفرغ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من بناء المسجد. وتوفي البراء بن معرور في صفر قبل قدوم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - المدينة. وهو أول من مات من النقباء. وفيها: توفي ضمرة بن جندب. وكان قد مرض بمكة. فقال لبنيه اخرجوا بي منها فخرجوا به يريد الهجرة. فلما بلغ أضاة بني عقار - أو التنعيم - مات. فأنزل اللَّه تعالى {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100]- الآية (?) .
وكلثوم بن الهدم الذي نزل عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. وفيها: وادع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - من بالمدينة من اليهود. وكتب بينه وبينهم كتابا.
إسلام عبد اللَّه بن سلام وبادر عالم اليهود وحبرهم عبد اللَّه بن سلام فأسلم. وأبى عامتهم إلا الكفر