والإماء يقلن قدم رسول اللَّه جاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -.
قال أنس شهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من اليوم الذي دخل المدينة علينا. وشهدته يوم مات. فما رأيت يوما قط كان أقبح ولا أظلم من يوم مات.
فأقام في بيت أبي أيوب حتى بنى حجره ومسجده.
وبعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - وهو في منزل أبي أيوب - زيد بن حارثة وأبا رافع. وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم إلى مكة، فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه. وسودة بنت زمعة زوجه وأسامة بن زيد، وأم أيمن. وأما زينب فلم يمكنها زوجها أبو العاص بن الربيع من الخروج وخرج عبد اللَّه بن أبي بكر بعيال أبي بكر. وفيهم عائشة.
بناء المسجد قال الزهري: بركت ناقة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - عند موضع مسجده وكان مربدا لسهل وسهيل غلامين يتيمين من الأنصار، كانا في حجر أسعد بن زرارة. فساوم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - الغلامين بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا: بل نهبه لك يا رسول اللَّه. فأبى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاشتراه منهما بعشرة دنانير.
وفي الصحيح أنه قال «يا بني النجار ثامنوني بحائطكم قالوا: لا، واللَّه لا نطلب ثمنه إلا إلى اللَّه» . وكان فيه شجر غرقد ونخل وقبور للمشركين. فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بالقبور فنبشت وبالنخيل والشجر فقطع. وصفت في قبلة المسجد. وجعل طوله مما يلي القبلة إلى مؤخره مائة ذراع. وفي الجانبين مثل ذلك أو دونه. وأساسه قريبا من ثلاثة أذرع ثم