قال أبو معبد: هذا - واللَّه - صاحب قريش الذي تطلبه. ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن، إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
وأصبح صوت عال بمكة يسمعونه ولا يرون القائل يقول:
جزى اللَّه رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به ... فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيالقصي ما زوى اللَّه عنكمو ... به من فخار لا يحاذى وسؤدد
وقد غادرت وهنا لديها بحالب ... يرد بها في مصدر ثم مورد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها؟ ... فإنكموا إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت ... له بصريح ضرة الشاة مزبد
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم ... وقدس من يسري إليه ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم ... وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به - بعد الضلالة - ربهم ... وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وقد نزلت منه على أهل يثرب ... ركاب هدى , حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ... ويتلو كتاب اللَّه في كل مشهد