وجدت قريش في طلبهما، وأخذوا معهم القافة حتى انتهوا إلى باب الغار. فوقفوا عليه. فقال أبو بكر «يا رسول اللَّه لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا. فقال: ما ظنك باثنين اللَّه ثالثهما؟ لا تحزن إن اللَّه معنا.»
وكانا يسمعان كلامهم إلا أن اللَّه عمى عليهم أمرهما.
وعامر بن فهيرة يرعى غنما لأبي بكر ويتسمع ما يقال عنهما بمكة. ثم يأتيهما بالخبر ليلا. فإذا كان السحر سرح مع الناس.
قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز. وصنعنا لهما سفرة في جراب. فقطعت أسماء بنت أبي بكر. قطعة من نطاقها، فأوكت به فم الجراب وقطعت الأخرى عصاما للقربة. فبذلك لقبت " ذات النطاقين ".
ومكثا في الغار ثلاثا. حتى خمدت نار الطلب. فجاءهما ابن أريقط بالراحلتين فارتحلا، وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة.
قصة سراقة بن مالك فلما أيس المشركون منهما جعلوا لمن جاء فيهما دية كل واحد منهما، لمن يأتي بهما أو بأحدهما. فجد الناس في الطلب. واللَّه غالب على أمره.
فلما مروا بحي من مدلج مصعدين من قديد. بصر بهم رجل فوقف على الحي. فقال لقد رأيت آنفا بالساحل أسودة، وما أراها إلا محمدا وأصحابه.
ففطن بالأمر سراقة بن مالك، فأراد أن يكون الظفر له. وقد سبق له