فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم - «عمل قليلا وأجر كثيرا» . فأقام مصعب في منزل أسعد يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف.
وذلك أنهم كان فيهم قيس بن الأسلت الشاعر. وكانوا يسمعون منه فوقف بهم عن الإسلام حتى كان عام الخندق، بعد أن هاجر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -.
فلما كان من العام المقبل. وجاء موسم الحج. قال من أسلم من الأنصار: حتى متى نترك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف؟ ! فخرجوا مع مشركي قومهم حجاجا.
بيعة العقبة الثانية فلما وصلوا واعدوه العقبة، من أواسط أيام التشريق للبيعة بعد ما انقضى حجهم. فقال له العباس ما أدري ما هؤلاء القوم الذين جاءوك؟ إني ذو معرفة بأهل يثرب. فلما كان الليل تسللوا من رحالهم مختفين ومعهم عبد اللَّه بن عمرو بن حرام - أبو جابر - وهو مشرك وكانوا يكاتمونه الأمر. فلما كانت الليلة التي واعدوا فيها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - قالوا: يا أبا جابر، إنك شريف من أشرافنا. وإنا نرغب بك أن تكون حطبا للنار غدا، قال وما ذلك؟ فأخبروه الخبر فأسلم وشهد العقبة وكان نقيبا.
فلما مضى ثلث الليل خرجوا للميعاد حتى اجتمع عنده من رجل ورجلين ومعه عمه العباس - وهو يومئذ على دين قومه - ولكنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له.