أي أموالا ومنظرا.
فقال تعالى {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] (?) . أخبر رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم - بهزيمتهم وهو بمكة في قلة الأتباع وضعف منهم. ولا يظن أحد - قبل أن يهاجر - بالعادة المعروفة أن أمره يعلو، ويقاتلهم. فكان كما أخبر. وذلك ببدر وتلك سنة اللَّه. كما قال تعالى {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ} [الفتح: 23] الآية (?) -. وحيث يظهر الكفار ويغلبون فإنما يكون ذلك لذنوب المؤمنين التي أوجبت نقص إيمانهم فإذا تابوا نصرهم اللَّه كما قال تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] (?) فإذا كان من تمام الحكمة والرحمة ألا يهلكهم بالاستئصال كالذين من قبلهم قال تعالى {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 43] (?) كان لا يأتي بموجب ذلك مع إتيانه سبحانه بما يقيم الحجة أكمل في الحكمة والرحمة إذ كان ما أتى به حصل به كمال الهدى والحجة وما امتنع منه دفع من عذاب الاستئصال ما أوجب بقاء جمهور الأمة حتى يهتدوا ويؤمنوا.
وكان في إرسال خاتم الرسل -صلى اللَّه عليه وسلم - من الحكمة البالغة والمنن السابغة ما لم يكن في رسالة غيره. صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين.