اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ، وَأَتُوبُ إِلَيْكَ -إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» . وَفِي سُنَنِ أبي داود أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ، فسئل عنه، فقال: «ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ» .

[فَصْلٌ فِي أَلْفَاظٍ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره أن تقال]

فَصْلٌ

فِي أَلْفَاظٍ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يكره أن تقال فمنها: خبثت نفسي، أو جاشت، ومنها أن يسمى العنب كرما، وقول الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ، وَقَالَ: «إِذَا قَالَ ذَلِكَ، فهو أهلكهم» وفي معناه: فَسَدَ النَّاسُ، وَفَسَدَ الزَّمَانُ وَنَحْوُهُ. وَنَهَى أَنْ يقال: «مطرنا بنوء كذا وكذا» ، «وما شاء الله وشئت» (?) . ومنها أن يحلف بغير الله، وَمِنْهَا أَنْ يَقُولَ فِي حَلِفِهِ: هُوَ يَهُودِيٌّ ونحوه إن فعل كذا، ومنها أن يقول للسلطان: ملك الملوك، ومنها قول السيد: عبدي وأمتي، ومنها سب الريح، ومنها سب الحمى، وسب الديك، والدعاء بدعوى الجاهلية، كالدعاء إلى القبائل والعصبية لها، ومثله التعصب للمذهب والطريقة والمشايخ، وَمِنْهَا تَسْمِيَةُ الْعِشَاءِ بِالْعَتَمَةِ، تَسْمِيَةً غَالِبَةً يُهْجَرُ بها اسم العشاء. ومنها سِبَابِ الْمُسْلِمِ، وَأَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَأَنْ تُخْبِرَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا بِمَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أُخْرَى، ومنها قول: اللهم اغفر لي إن شئت، ومنها الإكثار من الحلف، وأن يقول: قوس قزح، وأن يسأل أحدا بوجه الله، وأن تسمى المدينة يثرب، وأن يُسْأَلَ الرَّجُلُ فِيمَ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ إِلَّا إِذَا دعت الحاجة إليه، ومنها أن يقول: صمت رمضان كله، وقمت الليل كله. وَمِنَ الْأَلْفَاظِ الْمَكْرُوهَةِ الْإِفْصَاحُ عَنِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي ينبغي الكناية عنها، وأن يقال: أطال الله بقاءك، وَنَحْوُ ذَلِكَ، وَمِنْهَا أَنْ يَقُولَ الصَّائِمُ: وَحَقِّ الذي خاتمه على فمي. فإنما يختم على فم الكافر، وأن يقول للمكوس حقوقا، ولما ينفقه في طاعة: خسرت كذا، وَأَنْ يَقُولَ: أَنْفَقْتُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مَالًا كَثِيرًا، وَمِنْهَا أَنْ يَقُولَ الْمُفْتِي: أَحَلَّ اللَّهُ كذا، وحرم كذا في مسائل الاجتهاد، ومنها أن تسمى أدلة القرآن والسنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015