فَأَما حَدِيث سيف بن سُلَيْمَان فَلَيْسَ فِي إِسْنَاده من يجرح، وَلم نعلم لَهُ أَيْضا عِلّة نعلل بِهِ الحَدِيث، وَالْإِمَام أَبُو زَكَرِيَّا - رَحمَه الله تَعَالَى - أعرف بِهَذَا الشَّأْن من أَن يظنّ بِهِ أَن يوهن حَدِيثا يرويهِ الثِّقَات الْأَثْبَات ".

وَعلل الطَّحَاوِيّ هَذَا الحَدِيث بأنّه (لَا يعلم قيسا يحدث عَن عَمْرو بن دِينَار بِشَيْء) ، وَلَيْسَ مَا لَا يُعلمهُ الطَّحَاوِيّ لَا يُعلمهُ غَيره.

اغسلوه بماء وسدر ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة وهو يلبي ولا يبعد أن يكون له عن عمرو غير هذا وليس من شرط قبول الأخبار كثرة رواية الراوي عمن روى عنه وإذا روى الثقة عمن لا ينكر سماعه منه حديثا واحدا وجب قبوله

وَقد أخبرنَا الْحسن بن أبي عبد الله الْفَارِسِي أخبرنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن أبي حَامِد الْعدْل أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مخلد الدوري حَدثنَا يحيى بن مُسلم بن عبد الله الرَّازِيّ حَدثنَا وهب بن جرير حَدثنَا أبي قَالَ: " سَمِعت قيس ابْن سعد يحدث عَن عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا - أنّ رجلا وقصته نَاقَته وَهُوَ محرم فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اغسلوه بِمَاء وَسدر، وَلَا تخمروا رَأسه؛ فَإِن الله يَبْعَثهُ يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ يُلَبِّي ". وَلَا يبعد أَن يكون لَهُ عَن عَمْرو غير هَذَا، وَلَيْسَ من شَرط قبُول الْأَخْبَار كَثْرَة رِوَايَة الرَّاوِي عَمَّن روى عَنهُ، وَإِذا روى الثِّقَة عَمَّن لَا يُنكر سَمَاعه مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا ... وَجب قبُوله، وَإِن لم يرو عَنهُ غَيره، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015