ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو إظلام إسناد، أو طعن في رواته، وهذا لم أر غيره يراعي هذه الفائدة فيما يورده" (?).
وأما الحسيني، فقال: "شيخنا الحافظ الِإمام العلاّمة، مؤرّخ الشام"، ومحدّثه، ومفيده ... ، خرّج لجماعة من شيوخه، وجرّح وعدّل، وفرّع وأصّل، وصحّح وعلّل، واستدرك وأفاد، وانتقى، واختصر كثيراً من تواليف المتقدمين والمتأخرين، وصنّف الكتب المفيدة السائرة في الآفاق" (?).
وأما تاج الدين السبكي، فقال: "أما أستاذنا أبو عبد الله، فبصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظاً، وذهب العصر معنى ولفظاً، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، فنظرها، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها ... ، وهو الذي خرّجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة ... " إلى أن قال: "ومما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار، وما تعب لسانه وقلمه، وضُربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس، إلا أنه لا يتقلّص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال" (?).
وأما ابن كثير فقال: "الشيخ الحافظ الكبير، مؤرخ الِإسلام، وشيخ المحدثين، وقد ختم به شيوخ الحديث وحفاظه -رحمه الله -" (?).
وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن الموصلي الطرابلسي،