يَعْنِي الْبَادِئَاتِ، {كَالْأَعْلَامِ} أَيْ كَالْجِبَالِ فِي كِبَرِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَتَاجِرِ وَالْمَكَاسِبِ الْمَنْقُولَةِ مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ وَإِقْلِيمٍ إِلَى إِقْلِيمٍ، مِمَّا فيه صلاح الناس فِي جَلْبِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ سَائِرِ أنواع البضائع، ولهذا قال: {فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟ عن عمرة بن سويد قَالَ: "كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ إِذْ أَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مَرْفُوعٌ شِرَاعُهَا فَبَسَطَ عليٌّ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَهُ الجوار الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} وَالَّذِي أَنْشَأَهَا تَجْرِي في بِحَوَرِهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قتله" (أخرجه ابن أبي حاتم).