وعلا: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ من المؤمنين}، وقوله عزَّ وجلَّ {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا} أَيْ عَلَى النَّارِ، {خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} أَيِ الَّذِي قَدِ اعْتَرَاهُمْ بِمَا أسلفوا من عصيان الله تعالى {يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ} قَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنِي ذليل، أَيْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا مُسَارِقَةً خَوْفًا مِنْهَا، وَالَّذِي يحذرون منه واقع بهم لا محالة، {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُواْ} أَيْ يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ {إِنَّ الْخَاسِرِينَ} أَيِ الْخَسَارُ الْأَكْبَرُ، {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أَيْ ذَهَبَ بِهِمْ إلا النار فعدموا لذتهم في دار الأبد، وفرق بينهم وبين أحبابهم وأصحابهم فَخَسِرُوهُمْ، {أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٌ مُّقِيمٌ} أَيْ دَائِمٍ سَرْمَدِيٍّ أَبَدِيٍّ، لَا خُرُوجَ لَهُمْ مِنْهَا وَلَا مَحِيدَ لَهُمْ عنها. وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ} أَيْ يُنْقِذُونَهُمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ، {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ} أَيْ لَيْسَ لَهُ خَلَاصٌ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015