أَيْ وَذَرَأَ فِيهَا مِنْ أَصْنَافِ الْحَيَوَانَاتِ مِمَّا لَا يَعْلَمُ عَدَدَ أَشْكَالِهَا وَأَلْوَانِهَا إِلَّا الَّذِي خلقها، ولما قرر سبحانه أنه الخالق نبه على أنه الرزاق، بقوله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السمآء مآء فأنبتنا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أَيْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ مِنَ النَّبَاتِ {كَرِيمٍ} أَيْ حَسَنِ الْمَنْظَرِ، وقال الشعبي: من دَخَلَ الْجَنَّةَ فَهُوَ كَرِيمٌ وَمَنْ دَخَلَ النَّارَ فهو لئيم، وقوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} أَيْ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ تَعَالَى مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا صَادِرٌ عَنْ فِعْلِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ وَتَقْدِيرِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ، وَلِهَذَا قَالَ تعالى: {فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} أَيْ مِمَّا تَعْبُدُونَ وَتَدْعُونَ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْدَادِ، {بَلِ الظَّالِمُونَ} يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ الْعَابِدِينَ مَعَهُ غَيْرَهُ {فِي ضَلاَلٍ} أَيْ جَهْلٍ وَعَمًى {مُّبِينٍ} أَيْ وَاضِحٌ ظَاهِرٌ لَا خَفَاءَ بِهِ.