الْمَلِكُ يومئذٍ (الرَّيَّانَ بْنَ الْوَلِيدِ) رَجُلٌ مِنَ العماليق، قال: واسم امرأته (راعيل)، وقال غيره: اسمها (زليخا)، وقال عبد الله بن مسعود: أَفَرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: عَزِيزُ مِصْرَ حِينَ قَالَ لِاِمْرَأَتِهِ: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}، وَالْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَتْ لِأَبِيهَا: {يا أبت استأجره} الآية، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ بْنَ الخطاب رضي الله عنهما. يقول تعالى: كما أنقذنا يوسف من إخوته {كذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ} يَعْنِي بِلَادَ مِصْرَ {وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} قَالَ مُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ هُوَ تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} أَيْ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا فَلَا يُرَدُّ، وَلَا يُمَانَعُ، وَلَا يُخَالَفُ بَلْ هُوَ الْغَالِبُ لِمَا سواه، قال سعيد بن جبير: أَيْ فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ، وَقَوْلُهُ: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} يَقُولُ: لَا يَدْرُونَ حِكْمَتَهُ في خلقه وتلطفه وفعله لِمَا يُرِيدُ. وَقَوْلُهُ: {وَلَمَّا بَلَغَ} أَيْ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ {أَشُدَّهُ} أَيِ اسْتُكْمِلَ عَقْلُهُ وَتَمَّ خلقه، {آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} يعني النبوة، حَبَاهُ بِهَا بَيْنَ أُولَئِكَ الْأَقْوَامِ، {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أَيْ إِنَّهُ كَانَ مُحْسِنًا فِي عَمَلِهِ عاملاً بطاعة الله تَعَالَى، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مِقْدَارِ الْمُدَّةِ الَّتِي بَلَغَ فِيهَا أَشُدَّهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وقتادة: ثلاث وثلاثون سنة، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بِضْعٌ وَثَلَاثُونَ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: عشرون، وقال الحسن: أربعون سنة، وقيل غير ذلك (قال عكرمة: خمس وعشرون، وَقَالَ السُّدِّيُّ: ثَلَاثُونَ سَنَةً، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جبير: ثماني عشرة سنة، ولعل ما ذهب إليه الحسن البصري هو الأرجح)، والله أعلم.