تَكْذِيبًا وَاسْتِعْجَالًا {مَا يَحْبِسُهُ} أَيْ يُؤَخِّرُ هَذَا الْعَذَابَ عَنَّا، فَإِنَّ سَجَايَاهُمْ قَدْ أَلِفَتِ التَّكْذِيبَ وَالشَّكَّ، فَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ مَحِيصٌ عَنْهُ وَلَا محيد؛ والأمة تستعمل القرآن فِي مَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ، فَيُرَادُ بِهَا الْأَمَدُ كَقَوْلِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ}، وَقَوْلِهِ في يوسف: {وادكر بَعْدَ أُمَّةٍ}، وَتُسْتَعْمَلُ فِي الْإِمَامِ الْمُقْتَدَى بِهِ، كَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}، وتستعمل في الملة والدين كقول المشركين: {إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا على أمة}، وتستعمل في الْجَمَاعَةُ كَقَوْلِهِ: {وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ}، وتستعمل فِي الْفِرْقَةِ وَالطَّائِفَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يعدلون}.