لك؟ قال: نعم. قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى. قال أنت نبي بني إسرائيل؟ أنت الذي كلمك الله من وراء حجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم. قال: فيم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبل؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذلك: فحج آدم موسى فحج أدم موسى.
وفي رواية بمعناه: تلومني على أمر قدره الله علي أن أعمله قبل أن يخلق السموات والأرض! وفي رواية: بكم تجد الذي عملت كتب علي قبل أن أخلق؟ قال: بأربعين سنة. قال فلم تلومني يا موسى؟! وعن الشعبي: في قول الله تبارك وتعالى: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله " قال: موسى عليه السلام والصلاة " ورفع بعضهم درجات " قال: محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. " وآتينا عيسى ابن مريم البينات " فكان الشعبي يقول: هؤلاء أشراف الرسل يوم القيامة.
وعن أنس:
أن الناس ذكروا يوم القيامة عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: والذي نفسي بيده، إني لسيد الناس يوم القيامة ولا فخر، وإن بيدي لواء الحمد، وإن تحته آدم ومن دونه ولا فخر. قال: ينادي الله يومئذ آدم فيقول: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: اخرج من ذريتك بعث النار. فيقول: يا رب! وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين. فيخرج مالا يعلم عدده إلا الله. قال: فيأتون آدم فيقولون: يا آدم! أنت أكرمك الله، وخلقك بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك جنته، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لذريتك، تحرق اليوم بالنار. فيقول آدم: ليس ذلك إلي اليوم، ولكن سأرشدكم، عليكم بنوح. فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح! اشفع