فقال الحواريون - يعني لعيسى بن مريم -: ما ثواب من قال هؤلاء الكلمات؟ فقال: أما من قال الأولى مئة مرة فإنه لا يكون أحد من أهل الأرض عمل مثل ذلك ذلك اليوم، وكان أكثر العباد حسنات يوم القيامة. ومن قال الثانية مئة مرة كتبت له بها عشرة آلاف ألف حسنة، ومحي عنه بها عشرة آلاف ألف سيئة، ويفتح له بها عشرة آلاف ألف درجة، ونزل سبعون ألف ملك من سماء الدنيا رافعي أيديهم يصلون على من قالها. من قال الرابعة مئة مرة تلقاها ملك حتى يضعها بين يدي الرحمن تبارك وتعالى، وينظر الله إلى من قالها، ومن ينظر الله إليه لا يشقى، قال عيسى: أخبرني ما ثواب الخامسة؟ قال جبريل: هي دعوتي، ولم يؤذن لي أن أفسرها.

وعن ابن عباس في قوله: " إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم " يعني كان ابن عم موسى، وكان قارون بن يصهر بن لاوي. قالوا: وكان قارون قد خرج مع موسى منافقاً، فلم يزل على نفاقه على موسى وقومه، فأهلكه الله، وكان من بغيه أن امرأة بغية كانت تسمى بشيراً، دعاها قارون فقال لها: أعطيك مئة دينار، فانطلقي إلى محلة بني إسرائيل فقولي إن موسى أرسل إلي بهذه المئة دينار يدعوني إلى نفسه، فإذا فعلت فهذه المئة لك، وأعطيك مثلها، فانطلقت إلى محله بني إسرائيل، فهمت أن تقول ما قال لها قارون فحول الله عز وجل كلامها فقالت: إن قارون أرسل إلي بهذه الدنانير وأمرني أن أعلم الناس أن موسى أرسل إلي بها وأنه راودني عن نفسي ويعطيني مثلها أيضاً. فغضب موسى غضباً شديداً ودخل بيته، فجاء بنو إسرائيل إلى قارون - وكان أغنى أهل زمانه - قالوا: ويحك يا قارون! ما حملك على ما صنعت!؟ هذا موسى نبي الله وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015