التصديق بما قال السامري في العجل، وأعلنوا أن لا يكذب به، فقال " لهم هارون " " يا قوم إنما فتنتم به، وإن ربكم " عز وجل ليس هكذا. قالوا: فما بال موسى وعدنا ثلاثين ليلة ثم أخلفنا، فهذه أربعون قد مضت، وقال سفهاؤهم: أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه.

فلما كلم الله موسى وقال له ما قال، وأخبر بما لقي قومه " رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً " فقال لهم: ما سمعتم في القرآن " وأخذ برأس أخيه يجره إليه " " وألقى الألواح " من الغضب، ثم أنه عذر أخاه واستغفر له، وانصرف إلى السامري فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: قبضت " قبضة من أثر الرسول " وفطنت لها وعميت عليكم، فقذفتها " وكذلك سولت لي نفسي، قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس إن لك موعداً لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفاً " ولو كان إلهاً لم يخلص إلى ذلك منه. فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة، اغتبط الذي كان رأيهم فيه رأي هارون وقالوا بجماعتهم لموسى: سل بنا ربك أن يفتح باب توبة نصنعها وتكفر عنا ما عملنا، فاختار " موسى قومه سبعين رجلاً " لذلك لا يألو الخير خيار بني إسرائيل، ومن لم يشرك في العجل، فانطلق بهم ليسأل لهم التوبة، فرجفت بهم الأرض فاستحيا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قومه ووفده حين فعل بهم ما فعل، و" قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا " وفيهم من كان الله قد اطلع على ما أشرب في قلبه من حب العجل وإيماناً به فلذلك رجفت بهم الأرض فقال " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون، الذين يتبعون الرسول النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015