وهي مدتك هذه نعطيك عهداً أن لا ننكث، ونؤمن بك، ونرسل معك بني إسرائيل. قال موسى: يا فرعون! أليس تزعم أني ساحر وأني أصنع هذا بسحري؟ فكيف تأمرني أن أدعو ربي؟ قال: يا موسى! لا تؤاخذنا بما قد مضى، ولكن ادع لنا ربك مرتك هذه. فدعا موسى ربه، فكشف الله الرجز وشربوا من بعد الدم ماء عذباً صافياً، وما كان دعوة موسى في كل مرة إلا للحجة والعذر، والقدر الذي قدره الله، ورجاء أن يرجعوا ويوفوا بعهده، ويؤمنوا ويرسلوا معه بني إسرائيل، فلم يفوا، وعادوا إلى أمرهم، قال الله عز وجل: فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ".

قالوا: وكان الطوفان ثمانية أيام حتى خافوا الغرق، وكان بين الطوفان وبين الجراد أربعون يوماً، وكان الجراد ثمانية أيام، وكان بين الجراد وبين القمل أربعون يوماً، وكان القمل ثمانية أيام، وكان بين القمل والضفادع أربعون يوماً، وكان الضفادع ثمانية أيام، وكان بين الضفادع والدم أربعون يوماً، وكان الدم ثمانية أيام. فقال الله عز وجل لموسى: " أسر بعبادي " ليلاً " إنكم متبعون ".

وعن ابن عباس أن الله أمهل لفرعون بين القولين حين قال " أنا ربكم الأعلى "، وقال: " ما علمت لكم من إله غيري " فأمهله أربعين سنة فيما بين القولين، فلذلك حكم ربنا تبارك وتقدس، ثم أخذه بنكال الآخرة والأولى؛ فأما الأولى فقال: " ما علمت لكم من إله غيري "، والآخرة حين حشر الناس في أمر فرعون فقال: " أنا ربكم الأعلى ".

وعن محمد بن كعب قال:

لقد ذكر لي أن فرعون خرج في طلب موسى على ستمائة ألف من الخيل دهم، كلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015