فلما خاف عبد الله بن حجاج أن يظفر به أقبل فدخل على عبد الملك اليوم الذي يطعم فيه أصحابه فمثل بين يديه ثم قال:
منع القرار نحوك هارباً ... جيش يجر ومقنب يتلمع
قال: أي الأخابيث أنت!؟ قال:
ارحم أصيبيتي هديت فإنهم ... حجل تدرج بالشربة جوع
قال: أجاع الله بطونهم. قال:
مال لهم فيما يظن جمعته ... يوم القليب فحيز عنهم أجمع
قال: احسبه كان كسب سوء، قال:
أدنو لترحمني وتقبل توبتي ... وأراك تدفعني فأين المدفع؟
قال: إلى النار، قال:
ضاقت ثياب الملبسين ونفعهم ... عني فسألبسني فثوبك أوسع
فنزع مطرفاً كان عليه فطرحه عليه، ثم قال: أآكل؟ قال: كل، فلما وضع يده على الطعام قال: أمنت ورب الكعبة، قال: كن من كنت إلا عبد الله بن حجاج. قال: فأنا عبد الله بن حجاج، قال: أولى لك.
وفي خبر آخر: أن عبد الله قال له: لا سبيل لك إلى قتلي، قد جلست في مجلسك، وأكلت طعامك، ولبست من ثيابك.