أبو القاسم المالكي الضرير حدث بالجامع بدمشق عن أحمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بابن زوران بسنده إلى علي أنه قيل له: أن الناس قد أقبلوا على الحديث، وتركوا القرآن قال: أو فعلوها؟! أما أنه نزل جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد إن أمتك مفتونة من بعدك، قال: فما المخرج من ذلك؟ قال: كتاب الله المنزل. يقولها ثلاثاً. فذكر الحديث بطوله.
حدث عن محمد بن جعفر قال: سمعت المبرد ينشد:
إذا شئت أن تبقى من الله نعمة ... عليك فسارع في حوائج خلقه
ولا تعصين الله ما نلت ثروة ... فيحظر عنك الله واسع رزقه
وفد على معاوية، وهو كبير. فقربه حتى مست ركبتاه فراشه ثم قال له معاوية: ما بقي منك؟ قال: ذهب والله، خيري وشري. قال معاوية: ذهب والله خير قليل وبقي شر كثير، فما لنا عندك؟ قال: إن أحسنت لم أحمدك، وإن أسأت لمتك. قال: ما انصفتني. قال: ومتى أنصفتك، ولقد شججت أخاك حنظلة فما أعطيتك عقلاً ولا قوداً، وأنا الذي أقول:
أصخر بن حرب لا نعدك سيداً ... فسد غيرنا إذا كنت لست بسيد
فقال معاوية: وأنت الذي تقول:
شربت الخمر حتى صرت كلاً ... على الأدنى وما لي من صديق