وعن مكحول قال: كان من دعاء داود عليه السلام: يا رازق النعاب في عشه؛ وذاك أن الغراب إذا فقص عن فراخه فقص عنها بيضاً، فإذا رآها كذلك نفر عنها، فتفتح أفواهها، فيرسل الله عليها ذباباً يدخل في أفواهها، فيكون ذلك غذاءها حتى تسود، فإذا اسودت انقطع الذباب عنها، وعاد الغراب إليها فغذاها.
وعن سعيد بن أبي سعيد قال: كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم، إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج يشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون علي وباء، ومن مال يكون علي عذاباً، ومن خليل ماكر، عيناه ترياني وقلبه يرعاني، إذا رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئةً أذاعها.
وعن عباس العمي قال: بلغني أن داود النبي صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم كان يقول في دعائه: سبحانك اللهم أنت ربي، تعاليت فوق عرشك، وجعلت حسبتك على من في السموات والأرض، فأقرب خلقك منك منزلةً أشدهم لك خشية؛ وما علم من لم يخشك، أو ما حكمة من لم يطع أمرك؟ وعن صهيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: اللهم، إنك لست بإله استحدثناه، ولا رب استبدعناه، ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك؛ ولا أعانك على خلقك أحد فنشك فيك، تباركت وتعاليت. قال: هكذا كان داود عليه السلام يقوله.
وعن علي الأزدي قال: كان داود عليه السلام يقول: إني أعوذ بك من غنىً يطغي، وفقر ينسي، وهوىً يردي، وعمل يخزي.
وعن عبد الكريم بن رشيد: أن داود عليه السلام قال: أي رب، أين ألقاك؟ قال: تلقاني عند المنكسرة قلوبهم.