فقام من مجلسه وأقعدها فيه. وقال لها: حوائجك يا فاطمة. قالت: تحملني إلىأخي. فجهزها وحملها، وخلفت قوماً من بني الشجب في ضيعتها، إلى أن قدم الحسن بن أسامة فباعها.
قال محمد بن عمر: خاصم ابن أبي الفرات مولى أسامة بن زيد الحسن بن أسامة بن زيد ونازعه، فقال له ابن أبي الفرات في كلامه: يا بن بركة - يريد أم أيمن - فقال الحسن: اشهدوا. ورفعه إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهو يومئذ قاضي المدينة، أو وال لعمر بن عبد العزيز، وقصّ عليه قصته. فقال أبو بكر لابن أبي الفرات: ما أردت إلى قولك بابن بركة؟ قال: سميتها باسمها. قال أبو بكر: إنما أردت بهذا التصغير بها، وحالها من الإسلام حالها، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لها: يا أمّه، ويا أم أيمن لا أقالني الله إن أقلتك. فضربه سبعين سوطاً.
أبو محمد الأصبهاني المعدل رحّال اجتاز بدمشق أو بساحلها، وسمع ببيت المقدس وبحمص.
حدث عن الفضل بن مهاجر ببيت المقدس بسنده عن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على كل مسلم في كل يوم صدقة. قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: السلام على المسلم صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعونك الضعيف صدقة.
توفي أبو محمد المعدل سنة سبعين وثلاث مئة في ذي الحجة.