مختصر تاريخ دمشق (صفحة 10004)

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إن نبياً من الأنبياء قاتل مدينةً، حتى إذا كاد أن يفتحها، وخشي أن تغرب الشمس فقال لها: أيتها الشمس، إنك مأمورة، وإني عبد مأمور، عزمت عليك لما ركدت علي ساعةً من النهار. قال: فحبسها الله عليه حتى فتح المدينة. وكانوا إذا أصابوا غنائم قربوها للقربان، فجاءت نار، فأكلتها، فلما أصابوا، وضعوا، فلم تجئ النار تأكلها، فقالوا: يا نبي الله، مالنا لا يتقبل منا قرباننا؟ قال: فيكم غلول، قالوا: يا نبي الله، وكيف نعلم عند من الغلول وهم اثنا عشر سبطاً؟ قال: يبايعني رأس كل سبط. فلصق كفا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكف رجل منهم، فقال: عندك الغلول؟ فقال: نعم عندي، قال: ما هو؟ قال: رأس ثور من ذهب، أعجبني، فغللته. قال: فجاء به، فوضع مع الغنائم، فجاءت النار، فأكلته. فقال كعب: صدق الله ورسوله، هكذا والله في الكتاب يعني التوراة. ثم قال: يا أبا هريرة، حدثكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي نبي كان؟ قال: لا، قال كعب: هو يوشع بن نون، فتى موسى. فحدثكم أي مدينة هي؟ قال أبو هريرة: لا، قال كعب: هي مدينة أريحا.

وفي رواية قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جاهد نبي من الأنبياء مدينة عليها سبعة أسوار، فافتتح ستةً، وبقي سور منها، ودنت الشمس أن تغرب، فقال: اركدي يا شمس، فإنك مأمورة، فركدت حتى افتتحها. وكان إذا افتتح قريةً أخذ الغنائم فوضعها، فجاءت نار بيضاء، فأخذته، فعمد إلى الغنائم، فوضعها، فلم تأت النار، فقال: فيكم غلول. وكان معه اثنا عشر سبطاً، فبايع رؤوسهم، وقال: اذهبوا أنتم، فبايعوا أصحابكم، فمن لصقت يده بيد أحد منكم فليأت به، فذهبوا، فبايعوا، فالتصقت يده بيد رجلين، فاعترفا، وقالا: عندنا رأس ثور من ذهب.

عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي قال: لما أسري برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير، قالوا: فمتى تجيء، قال: يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون قد ولى النهار ولم تجئ، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزيد له في النهار ساعةً، وحبست الشمس، فلم ترد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015