وبانحطاطهم عن درجة الفتوى لا يخلو إما أن يكون مع الحكم بكفرهم لإكفارهم المسلمين بزعم الزاعم أو لا يكون كذلك. وعلى الأول فحاشا لجلالة هؤلاء الذين كان كل واحد منهم أفضل أقرانه ووحيد زمانه أن يكونوا كافرين، وحال من يكفرهم لا يخفى في قانون الشرع، وعلى الثاني لا يبقى فرق بين الغواية والرشاد ولا رسم للكفر والارتداد. ومن هنا صح أن البلاهة أدنى إلى الخلاص من فطانة بتراء.
اللهم قنا من التفريط والإفراط واهدنا إلى سواء الصراط. ونسألك السلامة من التطاول في القِصَر وزلات البصيرة والبصر. والحمد لله على التمام وعلى رسوله أفضل الصلاة والسلام وآله وصحبه الأكرام.