الجمع المذكور، الذي جرينا عليه في بعض تخريجاتنا، فأنكره بعض الحاقدين من متعصبة الحنفية، واتهمنا بما لم يخطر لي على بال، وقد شرحت ذلك ورددت عليه بما يكفي ويشفي في مقدمتي لتخريج "شرح العقيدة الطحاوية" الطبعة الرابعة للمكتب الإسلامي فلتراجع فإنها هامة.

41- عن ثابت البناني قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة ثم يركع ثم يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول: "إليك رفعت رأسي يا عامر السماء، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء". إسناده صالح.

اعلم أن الله عز وجل قد أخبرنا وهو أصدق القائلين بأن عرش بلقيس عرش عظيم فقال: "ولها عرش عظيم" ثم ختم الآية بقوله: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رب العرش العظيم" فكان عرشها عظيماً بالنسبة إليها وما نحيط الآن علماً بتفاصيل عرشها ولا بمقداره، ولا بماهيته، وقد أتى به بعض رعية سليمان عليه السلام إلى بين يديه قبل ارتداد طرفه، فسبحان الله العظيم، فما ينكر كرامات الأولياء، إلا جاهل، فهل فوق هذه كرامة؟ فيقال: إنه دعا باسم الله الأعظم، فحضر في لمح البصر من اليمن إلى الشام، فما ثم إلا محض الإيمان والتصديق، ولا مجال للعقل في ذلك، بل آمنا وصدقنا، فهذا في شيء صغير صنعه الآدميون، وجلبه في هذه المسافة البعيدة بشر بإذن الله تعالى، فما الظن بما أعد الله تعالى من السرر والقصور في الجنة لعباده؟ الذي كل سرير منها طوله وعرضه مسيرة شهر أو أكثر، وهو من درة بيضاء أو من ياقوتة حمراء، الذي كل باع منها خير من ملك الدنيا "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" آمنا بالغيب والله، وجزمنا بخبر الصادق، ففي الجنة "قطعاً" ما لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بشر، فما الظن بالعرش العظيم الذي اتخذه العلي العظيم لنفسه في ارتفاعه وسعته، وقوائمه وماهيته وحملته، والكرويين الحافين من حوله، وحسنه ورونقه وقيمته؟ فقد ورد أنه من ياقوته حمراء ولعل مساحته مسيرة خمسمائة ألف عام لا إله إلا هو الحليم الكريم، لا إله إلا هو رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم، الحمد لله رب العالمين، سبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015