لهم: ما الدليل على أن القرآن بحرف وصوت؟ 1 قالوا: قال الله كذا، وقال رسوله كذا، وسرد الشيخ الآيات والأخبار، وأنتم إذ قيل لكم: ما الدليل على أن القرآن معنى "قائم" في النفس؟ قلتم: قال الأخطل "إن الكلام لفي الفؤاد" إيش هذا الأخطل؟! نصراني خبيث بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله، وتركتم الكتاب والسنة!.
قال أبو محمد الخشاب نحوي العراق: فتشت شعر الأخطل المدون كثيراً فما وجدت هذا البيت2.
قلت: مسألة الكلام لها موضع آخر وهي غامضة، لكن يكفي المسلم أن يؤمن بالقرآن العظيم -جل منزله- أنه كلام الله غير مخلوق، وأنه عين ما تكلم به منشيه ومبتديه عز وجل، مع اعترافنا بأن تلاوتنا له وأصواتنا وتلفظنا به مخلوق، وتكلم الرب به صفة من صفاته التي من لوازم ذاته المقدسة، فلا يعلم كيفية ذلك، وكلمات الله لا تنفد ولو كان البحر مداداً لها، ويمده من بعده سبعة أبحر، فكلامه من علمه، وعلمه لا يتناهى، فلا نحيط بشيء من علمه إلا بما شاء.
توفي الشيخ أبو البيان في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
314- قلت: إسناده جيد، فأبو المعالي أسعد ويسمى محمد بن المنجا من فقهاء الحنابلة البارعين، سمع منه جماعة منهم الحافظ المنذري، وأخذ عنه الفقه الموفق. مات سنة "606".