وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك هو الوجه المتبع، فلتجر آية الاستواء وآية المجيء وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي} على ذلك"1.

335- قال الحافظ الحجة عبد القادر الرهاوي: سمعت عبد الرحيم بن أبي الوفا الحاجي يقول: سمعت محمد بن طاهر المقدسي يقول: سمعت الأديب أبا الحسن القيرواني بنيسابور يقول: -وكان يختلف إلى دروس الأستاذ أبي المعالي الجويني يقرأ عليه الكلام- يقول:

سمعت الأستاذ أبا المعالي اليوم يقول:

"يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ لي ما بلغ ما اشتغلت به".

305- قلت: وإسناده صحيح مسلسل بالحفاظ إلى الأديب أبي الحسن القيرواني وأما هذا فلم أعرفه الآن.

336- وقال الفقيه أبو عبد الله الرستمي الذي أجاز لكريمة:

حكى لنا الإمام أبو الفتح محمد بن علي الفقيه قال:

دخلنا على الإمام أبي المعالي ابن الجويني نعوده في مرض موته فأقعده، فقال لنا: "اشهدوا علي أني قد رجعت عن كل ما مقالة قلتها أخالف فيها ما قال السلف الصالح، وإني أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور".

قلت: هذا معنى قول بعض الأئمة: عليكم بدين العجائز، يعني أنهن مؤمنات بالله على فطرة الإسلام، لم يدرين ما علم الكلام.

وقد كان شيخنا العلامة أبو الفتح القشيري2 رحمه الله يقول:

تجاوزت حد الأكثرين إلى العلا ... وسافرت واستبقيتهم في المفاوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015