مِنْ فَوْقِهِمْ} ، {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} وأراد من فوق السماء كما قال تعالى: {فِي جُذُوعِ النَّخْل} "بمعنى على جذوع النخل"1 وقال: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْض} أي: على الأرض، وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات، فمعنى الآية: آآمنتم من على العرش، كما صرح به في سائر الآيات. وفيما كتبناه من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الجهمية بأن الله بذاته في كل مكان. وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} إنما أراد بعلمه لا بذاته2".
شهرة البيهقي وجلالته في الإسلام تغني عن التعريف به، عاش أربعاً وسبعين سنة، ولحق أصحاب الحافظ أبي حامد بن الشرقي. توفي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
154- الخطيب "392-463"
332- قال المبارك بن علي الصيرفي في كتابه: أنبأنا محمد بن مرزوق الزعفراني، أنبأنا الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه الله قال:
"أما الكلام في الصفات3، فأما ما روي منه في السنن الصحاح فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. والأصل في "هذا" أن الكلام في الصفات فرع علي الكلام في الذات، ونحتذي في ذلك حذوه ومثاله، وإذا كان معلوما "أن" إثبات رب العالمين، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف. فإذا قلنا: يد، وسمع، وبصر، فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول: أن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر، العلم. ولا نقول: إنها جوارح وأدوات للفعل، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع