ذكر ما قاله الأئمة عند ظهور الجهم ومقالته
1- قول أبي حنيفة، عالم العراق، رحمه الله تعالى "80-150"
117- نعيم بن حماد قال: سمعت أن نوح الجامع يقول:
كنت عند أبي حنيفة أول ما ظهر، إذ جاءته امرأة من "ترمذ" كانت تجالس جهماً فدخلت الكوفة، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف نفس "تدعو إلى رأيها" فقيل لها: إن ها هنا رجلاً قد نظر في المعقول يقال له: أبو حنيفة فأتيه، فأتته، فقالت: أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إلينا وقد وضع كتاباً: إن الله عز وجل في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله عز وجل: "وهو معكم" قال: هو كما تكتب إلى الرجل: إني معك وأنت غائب عنه، رواه البيهقي في كتاب "الصفات".
لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله فيما نفى عن الله عز وجل من الكون في الأرض، وأصاب فيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء.
102- قلت: ظاهر ما نقله المؤلف -عفا الله عنا وعنه- عن البيهقي أن هذا سكت عن إسناد هذه القصة! وليس كذلك، فقد أشار إلى ضعفها بقوله في آخر كلامه المذكور:
"إن صحت الحكاية عنه".
قلت: وأنى لها الصحة، وراويها نوح الجامع المتهم بالوضع، حتى قال بعضهم: جمع كل شيء إلا الصدق.