وصحح أحدهما الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وفيه نظر ذكرته في "تخريج الترغيب" "4/ 47".
"تنبيه" أحد الطريقين المشار إليهما هو عن أبي إدريس عن معاذ، وعنه أورده المصنف بصحة سماعه منه الحافظ ابن عبد البر، وهو الأولى بالترجيح، فإن حديثه هذا بالذات قد سمعه منه، ثبت ذلك من طريقين عنه:
الأولى: عن شعبة عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ الوليد بن عبد الرحمن عن أبي إدريس الخولاني قال: جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا فيهم شاب حسن الوجه ... فإذا هو معاذ بن جبل رضي الله عنه، فلما كان الغد جئت فإذا هو يصلي عند سارية، فحذفش صلاته، ثم احتبى، فسكت، فقلت: إني لأحبك من جلال الله، فقال: آلله؟ فقلت: آالله. فقال: فذكر الحديث موقوفا على معاذ. أخرجه أحمد والحاكم.
والأخرى: عن عطاء الخراساني قال: سمعت أبا إرديس الخولاني يقول: دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وفيهم شاب.. الحديث نحوه. أخرجه الحاكم.
وله عنه طريق ثالث بحديث آخر، يرويه مالك في "الموطأ" "2/ 953/ 16" وعنه ابن حبان "2510" عن ابي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني أنه قال:
"دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب برق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه، وصدروا عن قوله، فسألت عنه، فقيل هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟.. الحديث مثلما تقدم في الطريق الأولى إلا أن متنه: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في".
قلت: فاتفاق هؤلاء الثقات الثلاثة على إثبات سماع أبي إدريس من معاذ بن جبل من الصعب جدا عدم الاعتداد به ونسبتهم إلى الوهم فيه. والله تعالى أعلم.
74- حديث أَنَسٍ أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وكان ابنها الحارث ابن سُرَاقَةَ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ، فَإِنْ كَانَ فِي