والأخرى: ضعف مسلم بن خالد وهو الزنجي، ترجمه المؤلف أيضا وحكى أقوال الأئمة فيه، وأكثرهم على تضعيفه لغلطه، ثم ساق له أحاديث، ثم ختم الترجمة بقوله:
"فبهذه الأحاديث وأمثالها ترد بها قو الرجل ويضعف". ومن هذه الطريق أخرجه ابن حبان "2584".
لكن مسلما لم يتفرد به، فقد قال ابن ماجه "4010": حدثنا سعيد بن سويد ثنا يحيى بن سليم عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم ويحيى وسعيد فيهما ضعف أيضا، لكن لا بأس بهما في المتابعات. وتابعه في المرفوع منه الفضل بن العلاء حدثنا ابن خثيم به. أخرجه ابن حبان أيضا "1554" والخطيب في "التاريخ" "7/ 396". وللمرفوع طريق أخرى عن جابر عند البيهقي في "الشعب" "2/ 432/ 2" وله شاهد من حديث أبي سعيد في قصة أخرى مخرج في "المشكاة" "3004"، وفي "الترغيب" "3/ 138" شواهد أخرى، وآخر عند الحاكم "3/ 256". فبقيت العلة الأولى وهي العنعنة في القصة. لكنها قد جاءت من طريق أخرى عند البيقهي في "الأسماء والصفات" "ص404" و"شعب الإيمان" "2/ 432 ك1" عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ ابْنِ بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال:
"لما قدم جعفر رضي الله عنه من الحبشة قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ما أعجب شيء رأيته ثم؟ قال ... " فذكرها.
وإسناده صحيح لولا أن عطاء بن السائب كان اختلط، ولكنه يستشهد به فالحديث به صالح إن شاء الله تعالى.
60- حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ, وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلاهَا دَرَجَةً وَمِنْ فَوْقِهَا الْعَرْشُ فَإِذَا سَأَلْتُمُ الله فاسألوه الفردوس" رواته ثقات. قد مر نحوه في الحديث رقم "43" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ أَصَحُّ.
47- قلت: بل إسناده صحيح كما قال الحاكم ووافقه المؤلف في "تلخيصه"، وإن أشار إلى ترجيح حديث أبي هريرة المتقدم "43" فالراجح عندي تبعا للحافظ أن كلا الحديثين صحيح كما بينته في "الصحيحة" "921"، والحديث أخرجه أحمد أيضا والترمذي.
61- حديث أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى